
هذا ما كتبه الدكتور وديع أحمد فتحي، وهو شماس سابق في الكنيسة الأرثوذكسية هداه الله إلى الإسلام ومات مسلماً. رحمه الله رحمة واسعة.
الاختلافات العقائدية بين الإسلام والمسيحية
إن الاختلافات العقائدية بين الإسلام والمسيحية كبيرة جدًّا، ومن الخطأ القول بأننا نختلف في أمور ثانوية فقط. بعض هذه الاختلافات تشمل:
- الألوهية: في الإسلام، الإله في الإسلام هو الله، بينما في المسيحية هو عيسى ابن مريم.
- خاتم الأنبياء: في الإسلام هو محمد، وفي المسيحية هو عيسى. عليهما الصلاة والسلام.
- الأنبياء والرسل: ونحن في الإسلام نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين، وأنهم معصومون من الكبائر والخطأ في تبليغ الوحي، وأنهم أفضل البشر وأقل من الملائكة.
وفي المسيحية لا يؤمنون بكثير من الأنبياء، ويعتقدون أنهم يرتكبون كبائر الذنوب وليسوا معصومين، والقديسون والبطاركة والأساقفة والكهنة أفضل منهم. - الملائكة: في الإسلام، الملائكة أطهر من الملائكة وأطوع لله ولا يخطئون، وهم أعظم من جميع المخلوقات. أما في المسيحية فالملائكة منسوبون إلى العصيان والخطيئة والحمق، ويعتقد أن المسيحي يمكن أن يكون مثل الملائكة أو أفضل منهم.
- الكتب المقدسة: ونحن في الإسلام نؤمن بأن الله تعالى أنزل الكتب المقدسة على أنبيائه، فكتبوها كما أنزلت. وكُلفت كل أمة بحفظ كتابها المقدس، ولكنهم حرفوها وضيعوها. والكتاب الخاتم الذي ينسخ الكتب السابقة هو القرآن الذي وعد الله بحفظه.
وَالْكُتُبُ السَّابِقَةُ هِيَ التَّوْرَاةُ وَالزَّبُورُ وَالْإِنْجِيلُ. ونحن نؤمن بها إجمالاً، ولكن القرآن يكفينا القرآن الكريم. واليهود يختلفون فيما بينهم بشأن كتبهم المقدسة ولا يؤمنون بالوحي اللاحق، والأمر نفسه ينطبق على المسيحيين. - الشيطان: في الإسلام، هو وقبيلته من الجن، خلق من النار. وفي اليهودية والنصرانية: هو في اليهودية والنصرانية مَلَكٌ كان زعيمهم وعصى الله مع مجموعة من الملائكة. له سلطة في العالم والسماء.
- الجنة والنار: في الإسلام، نعتقد أنهم كانوا موجودين قبل خلق البشر. أما في اليهودية والمسيحية فلا وجود للجنة، والنار ليست لهم بل لمن خالفهم.
- الأقدار: في الإسلام، نحن نؤمن به. وفي اليهودية والمسيحية لا يؤمنون به رغم وجوده في كتبهم المقدسة الحالية.
- الثواب والعقاب في القبر: في الإسلام، نؤمن بهم. وفي اليهودية والمسيحية: لا نؤمن بها رغم وجودها في كتبهم المقدسة الحالية.
- الإكليريكية وسلطة القديسين على الناس في الدنيا والآخرة: لا وجود لها في الإسلام، بينما هي أصل في العبادات اليهودية والنصرانية ولا دليل من كتبهم المقدسة على ذلك.
ولذلك لا يصح أن يقال: إننا لا نختلف معهم إلا في أمور فرعية، فهذه من أصول الإيمان، وكلها من الكفر بالله تعالى.